عودة الجالاكتيكوس

فاز الجميع في صفقة كاكا، اللاعب بتسجيل اسمه كأحد أغلى صفقات التاريخ، وريال مدريد بوصول الفارس القادر على إعادة الفريق لعرشه، وميلان الذي احتاج لزلزال يجبره على تشييد روسونيري جديد.

أؤيد تماما أسلوب فلورنتينو بيريز في رئاسة ريال مدريد، وأعتقد أنه سيعيد الفريق للطريق السليم إن نجح في تشكيل "جلاكتيكوس" جديد.

وأساند ضرورة تعاقد النادي مع نجوم بحجم كاكا وكريستانو رونالدو، لأن الفريق عانى في الموسم السابق من فقر غير عادي في الأسماء التي يمكنها صنع الفارق.

أدرك أن هناك قواعد على بيريز اتباعها لينجح مشروعه، كألا يتعاقد مع لاعب لمجرد نجوميته وهو غير مفيد للفريق، وضرورة ترك أمور الكرة في يد مدرب ذو شخصية قوية.

وأعلم أن برشلونة هو النموذج الأصلح للجالاكتيكوس لأنهم بنوا الفريق من الصفر، بينما يشتري الريال على الجاهز .. لكن الفريق الملكي هذا العام يحتاج لهذه النوعية من الصفقات.

ففي الوقت الذي يملك فيه برشلونة هنري وإيتو وليو ميسي وشابي وإنيستا ويأتي ليفربول بفرناندو توريس وستيفن جيرارد، يعتبر مارسيللو من نجوم ريال مدريد!

حين فاز ريال مدريد بالدوري مع بيرند شوستر في 2007/2008، كانت المباريات الصعبة يحسمها اسم من اثنين .. إما فان نيستلروي أو روبينيو.

أما حاليا فالفريق لا يجد بطلا ينقذه وقت الشدة، يلعب الجميع في اتجاه واحد هو آريين روبن، والأخير رغم سرعته إلا أنه ليس كاكا أو فرانك ريبري أو رونالدو، كما أن إصاباته متكررة لا تؤهله لتحمل المسؤولية وحده.

فراؤول جونزاليس ولاسانا ديارا وويسلي شنايدر وغيرهم نجوما لها قدرها، لكنهم يجتهدون أكثر مما يبدعون .. والفريق بحاجة لمزيج من هؤلاء ونوعية كاكا.

ويكفي مشاهدة ريال مدريد يحترق من فرط الطاقة التي يبذلها لاعبوه أمام برشلونة دون طائل، والفريق الكتالوني يدك شباك إيكير كاسياس بسداسية دون نقطة عرق من شابي.

مشروع لم يكتمل

خلال الموسم المنصرم، كان ريال مدريد أشبه بالفرق متوسطة المستوى، فقد ينخدع البعص في نتائج الفريق الطيبة مع خواندي راموس، لكن جمهور ريال مدريد الحقيقي يعرف أن الفوز على ديبورتيفو أو أوساسونا ليس هو طموح الفريق.

المنتظر من ريال مدريد أن يفوز بالليجا، وينتصر على برشلونة .. وينافس على دوري أبطال أوروبا ويكون على قدم المساوة مع مانشستر يونايتد وغيره.

لكن ما حدث من سلبية الإدارة في تدعيم الفريق خلال الصيف الماضي، قتل مشروع الريال، وأسقطه من الفئة الأولى التي تضم برشلونة ومانشستر وليفربول وتشيلسي.

فرغم بداية رامون كالديرون الطيبة كرئيس مع ريال مدريد، إلا أنه توقف في منتصف الطريق، وتخيل أن فريقه الحالي قادر على مواصلة النجاح دون تدعيم.

حاليا ريال مدريد لا يحتاج صفقة أو اثنين، بل على الإدارة جلب ما يمكن جلبه وبعد ذلك يتم تنسيق الفريق.

لأن التشكيل فيه من يجب بيعه مثل ميشيل سالجادو وريستن درنتي وخافيير سافيولا، وأخرون موقعهم الحقيقي هو مقاعد البدلاء مثل مارسيلو وكريستوف ميتزلدر.

وهناك قائمة ثالثة من الأسماء التي جاءت في وقت خاطئ للريال مثل كلاس-يان هونتلار وفرناندو جاجو.

فالفريق حاليا يحتاج لنجوم تحمله، ولا يملك القدرة هو على حمل اللاعبين حتى يصبحوا نجوما، وهذه الفئة يفضل بيعها لأنها تستحق أكثر من الجلوس كبدلاء.

وأعتقد أن الريال يحتاج حاليا لفرانك ريبري أو ديفيد سيلفا، ومعه شابي ألونسو ليجاورا لاسانا ديارا وكاكا في الوسط، ويقبع شنايدر مع ممادو ديارا كبدلاء.

كما أن المخاطرة برود فان نيستلروي بعد الابتعاد عن الملاعب لموسم قد يكون خطيرا، ولذا فإن التعاقد مع ديفيد بيا أو كريم بنزيمة لن يضر إن لم يفد.

ودفاعا، فإن بيبي وإزكويل جاراي أسماء جيدة، لكن مع ضرورة احتساب سيرجيو راموس كظهير أيمن لأن إيقاعه في اللعب أسرع كثيرا مما يحتاجه قلب الدفاع، فإن الفريق يحتاج لدعم بلاعب إضافي قد يكون ممثلا في برونو ألفيش نجم بورتو.

بالتأكيد فإن سياسة الجالاكتيكوس ليست بلا عيوب، بل تحتاج لرؤية متكاملة تمزج بين نجوم بيريز ومجتهدي كالديرون.

ميلان "ليوناردو"

أما فيما يخص ميلان، فربما خسر النادي نجما لا يمكن تعويضه، لكن الفريق قد يستفيد كثيرا من رحيل كاكا.

فميلان مقبل على عهد جديد تحت إدارة المدرب الشاب ليوناردو، والفريق بحاجة لتطوير كامل في طريقة اللعب ورفع الجانب الهجومي في الجانب الخططي.

وجود كاكا أثر سلبا على خطة لعب ميلان – وليس على مستوى الفريق- تحت إدارة أنشيلوتي في الموسم الماضي تحديدا لأن مدرب تشيلسي الحالي ألقى بمسؤولية الهجوم كاملة على النجم البرازيلي، فيما زاد عدد أصحاب المهام الدفاعية بطريقة سلبية جدا.

ميلان اعتمد على طرق لعب غلب عليها الطابع الدفاعي، وبات معتادا أن يكون كاكا وألكسندر باتو فقط هما أصحاب المهام الهجومية في الفريق بأكمله.

هذا دمر الفريق في المباريات السهلة بالدوري التي لا تحتاج لهذا الكم من المدافعين، كما أنه تنافى مع صفقات النادي التي اهتمت بجلب رونالدينيو وديفيد بيكام وغيرهما.

وكانت النتيجة أن ميلان يفوز على إنتر وجها لوجه، لكن لا يمكن أن ينتزع الدوري من النيراتزوري، لأن الفريق الاحمر يخسر من سيينا وأطالانطا وكييفو فيرونا.

ويظهر هذا جليا في مباريات ميلان بآخر الموسم، حين أجبر سيلفيو برلسكوني مالك ميلان أنشيلوتي على اللعب بفيليبو إنزاجي جوار باتو، وتحتهما كاكا.

استفاق ميلان في آخر الموسم، ونجح في الوصول لدوري أبطال أوروبا، وحين ضمن المقعد عاد أنشيلوتي لطرقه الدفاعية .. فانهار الروسونيري مجددا.

أما وقد رحل كاكا ..

ولأن لا أحد في العالم يمكنه سد ثغرة كاكا، على ليوناردو الوصول لحل خططي بديل، يكون هدفه زيادة عدد أصحاب النزعة الهجومية في التشكيل.

أعلن ليو نيته اللعب بمهاجمين يتحرك تحتهما رونالدينيو، وهو ما كان يحتاجة ميلان .. "روح المغامرة والتقدم دون خوف لمباغتة المنافس مثلما يفعل برشلونة".

كما أني أرى رونالدينيو ناجحا في الموسم المقبل، لأنه سيحصل على دور يبرز مواهبه ويداري عيوبه.

فقد حرم وجود كاكا رفيقه في البرازيل من أداء دور صانع اللعب، وكان رونالدينيو مطالبا بالتحرك كجناح، وهو مالا يتناسب حاليا مع قدراته البدنية.

الآن سيتحول رونالدينيو إلى لاعب محوري، يجمع لعب الفريق كله تحت قدميه .. يقف على الكرة ويدرس الملعب ويرسل بينيات ذكية لا تحتاج لمجهود بدني كبير.

سيكون رونالدينيو نسخة جديدة من كلارنس سيدورف، الذي فشل في إنتر كجناح ورحل مجانا، ليفوز ميلان بصانع لعب من طراز رفيع، وتذكروا دوره أمام مانشستر في 2007.

وبالتالي على ميلان دعم صفوفه برأس حربة يدعم باتو، وجناح يسرع كثيرا من إيقاع لعب الروسونيري، وربما استعادة خدمات ديفيد بيكام في يناير المقبل.

ودفاعا، فإن التعاقد مع ظهير أيسر وقلب دفاع مع بيع كاكا كالادزي ووضع ماريك يانكلوفسكي والتخلص من فيليب سندروس وجيوسبي فافالي ضرورة.

وربما التعاقد مع كريستوف ميتزلدر من ريال مدريد يكون حلا ناجحا، لأنه لاعب يتمتع بالهدوء اللازم للنجاح في إيطاليا والبطئ الكافي للفشل في إسبانيا.

بالطبع، كل هذا سيتوقف أصلا على نقطة رئيسية .. هل يملك ليوناردو القدرة على النجاح كمدرب؟ إنها مغامرة من الإدارة والزمن فقط سيكشف عن مدى نجاحها.